يستعد الفنان التشكيلي عبد الجبار بلشهب، لجولة فنية، يعرض خلالها آخر أعماله الفنية، التي يمزج فيها بين عناصر الطبيعية، ولمساته الحالمة، مما يعطي لأعماله، قيمة فنية، ومسحة إبداعية ترتبط في العمق بين المادة، وعناصر الطبيعة، مع إضفاء فيض من الألوان واللمسات التي تجعل من إبداعاته، نصوصا إبداعية جميلة عادة ما تستعمل كأدوات للزينة والديكور.
ويبدأ الفنان جولته الفنية بتنظيم معرض فني يوم 23 من الشهر الجاري، على مدى ثلاثة أيام، بمدينة الحسيمة، وذلك ضمن فعاليات مهرجان ثقافي هناك، أما المحطة الثانية فستقوده إلى مدينة قلعة السراغنة، وذلك خلال الفترة الممتدة من 6 إلى 9 من شهر مارس المقبل، احتفاء باليوم العالمي للمرأة، وذلك في إطار تظاهرة ثقافية وفنية تنظمها مصلحة الشؤون النسوية بنيابة وزارة الشباب والرياضة، بدار الشباب حمان الفطواكي.
أما المحطة الأخيرة، فستكون مدينة الرباط، للعرض بالفضاء الجمعوي الأمل بيعقوب المنصور، وذلك احتفاء بالذكرى العالمية ليوم الأرض.
ويعتبر الفنان أن اعتماده على الطبيعةـ التراب ـ أو الطين، هو اعتماد على عنصر كوني وجودي، تتوفر فيه رموز الإيحاء القدسي ـ الإلهي، الطين الذي منه خلق الإنسان، ومنه يخلق الإنسان أو يصنع الكثير من الأشكال الجميلة التي استعملت قديما استعمالات مختلفة، في تخزين الماء والزيت والعسل وما شابه ذلك.
ويضيف الفنان أن الأشكال الطينية التي يشتغل عليها، وهي"الجرات" كانت دائما وعاء للخير والحياة، وهي رمز من رموز العطاء، وما تزال، لكنها اليوم بعد أن أدخلت عليها تحسينات أخرى أصبحت تستعمل في الزينة والديكور.
وإذا كان الكثير من الفنانين زخرفوا تلك الأواني بالسيراميك، وبأشكال لها أبعاد إسلامية وتاريخية حضارية، فإن بلشهب ـ بحسب تعبيره ـ زخرفها ب"الدوم" (نبات ينبت في السهوب منه تصنع الحصيرة والقفة والشواري... في البادية) وبالزهور الجافة وثمار الشجر. كل ذلك من أجل أن يكون متميزا، ومن أجل أن يؤكد أنه بتلك النباتات البسيطة يمكن صنع الجمال.